الصلاةُ هي الركنُ الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين وأول ما نُحاسب ونُسأل عنه يوم القيامة ، وإذا رجعنا لبداية الأمر عند فرضِ الصلاة سنجدُ سمُوها وتفوقها علي غيرها من الفروضِ والشعائر ، فجميع الفروض الأخرى أوصلها الله سبحانه وتعالى لنبينا محمد (صلي الله عليه وسلم ) عن طريق وسيط وهو جبريل عليه السلام ، أما مع الصلاة فالوضع مختلف ، فقد رفع الله تعالى رسوله الكريم من الأرض إلي السماء عند سِدرة المنتهى في أقرب ما يكون لله عز وجل ليبلغه بتلك الفريضة مباشرة ً، و كانت أول ما فُرضت خمسون صلاة في اليوم والليلة ثم خففها الله علينا لتصير خمس صلوات فقط ، هي خمسة في العدد لكن خمسون في الأجر.
وبإكمال الحديث عن الاختلاف بين فريضة الصلاة وباقي الفرائض نجد أنها الفريضة الوحيدة التي لا يُعفى منها المسلمُ إلا في ظروف نادرة ومؤقتة في أغلب الأمر ، فتُعفي منها المرأة في فترتي الحيض والنفاس فهاتان الفترتان تكون فيهما المرأة في أقصي حالات الضعف الجسدي وعدم الاتزان النفسي فكان من رحمة الله سبحانة وتعالى إسقاط الصلاة عنهن مؤقتاً ولا يجب عليهن القضاء بعد ذلك ، ويُعفى من الصلاة أيضاً المجنون فهو غير مُدرك لحاله ولا لطبيعة تلك الفريضة فإقامة الصلاة تتطلب حضوراً ذهنياً لتؤدى علي النحو الصحيح فقد نهى الله عز وجل عن الصلاة في حالة ذهاب العقل قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ) ]النساء – 43 [ ، والصلاة لا يُحاسب عليها الطفل حتى سن البلوغ .
نجد الاختلاف في تكرار الصلاة خمسَ مراتٍ في اليوم والليلة علي العكس من باقي الفرائض التي نؤديها مرة ف السنة كالصيام أو مرة في العمرِ كالحج . في ظاهر الأمر يبدو هذا الأمر تكليفاً مُرهقاً ، لماذا يريدُ الله أن نصلي كل يومٍ خمسَ مراتٍ ، بل لماذا يريد منّا الصلاة من الأساس !
بالتفكر في طبيعة الصلاةِ نجدُ أن هذه الفريضة هي رحمةٌ وتخفيفٌ عن بني آدم وليست مشقة وتكليفاً ، فالله سبحانه وتعالي هو الذي خلق وسوى وهو العالمُ بما خلق ، سبحانه يعرفُ كيف أن أجسادنا وأرواحنا تحتاجُ للصلاة أشد الحاجة لتصح وتستقر ، وبدونها تنقلب حياة الإنسان رأساً علي عقب ولا يجدُ لأعطابه إصلاحاً لدى أهل الأرضِ جميعاً.
هذا ما تم إثباتُه حديثاً بعد ثورة علم الأعصاب في القرن الواحد والعشرين فبعد إجراء مسح وتصوير لنشاط المخ قبل وبعد الصلاة وُجد أنّه بعد إقامة الصلاة بخشوعٍ يتغير نشاط المخ تماماً ، حيثُ تنشطُ الأجزاء المسئولة عن مشاعر الرحمة والشفقة والمناطق المسئولة عن الاسترخاء والاستسلام التام ويقل النشاط بشكلٍ ملحوظٍ في المناطق المسئولة عن التفكير الواعي وإدراك المشكلات ، وهذا تماماً ما فُرضت الصلاة من أجله ، فُرضت لتحقيق الصلة التامة بالله سبحانه وتعالى والاستسلام التام له ، لكي نتحرر من كُل ضوضاء ومشاكل الحياة ونرمي ما علي أعتاقنا من هموم ، لكي نطلب العون والإرشاد من الله وحده ونشعر بالاطمئنان ، وكل هذه المعان نجدها مقررة في سورة الفاتحة التي نرددها في كل ركعة.
كما أثبتت الدراسات الحديثة أيضاً أن الوضوء يخلصُ الجسم من الشحنات الكهربائية الضارة التي تعلق به ولايمكن التخلص منها إلا بالوضوء أوً لمس وضرب الأرض وهذا ما نفعله في حال عدم توفر المياه للوضوء ، نقوم بالتيمم ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة:6] .
يؤكد الله سبحانه وتعالى علينا ف الآية الكريمة أن الغرض الأساسي من الوضوء أو التيمم ليس المشقة بل الطهارة ، والطهارة لفظٌ أشمل وأعمق من مجرد النظافة ، فالوضوء والصلاة هما من إتمام نعم وفضل الله علينا فهل شكرنا الله علي هذه النعم ؟
لتلك الأسباب فُرضت الصلاة ، ولتلك الأسباب فهي لا تسقط عن المسلم إلا نادراً، فإن كان لا يستطيع الوقوف فليؤدها جالساً وإن لم يستطع فمتكئاً فإن لم يستطع فبقلبه ، فالصلاة ليست تلك الحركات التي تؤدي بشكلٍ روتيني ، بل هي الاتصال الروحي بالله عز وجل ، ذلك الاتصال الذي يريده الله لنا لإصلاح أعطاب نفوسنا وتخليصنا مما نعاني وذلك لا يتحقق إلا بالخشوع والتسليم التام ، يقول تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) (٤٥ البقرة )
ولتمام وجمال الاتصال بالله عز وجل فالصلاة في الدين الإسلامي ليست صلاة الفريضة فقط وهي الخمس صلوات المعروفة فهناك أيضاً سننٌ عن الرسول صلي الله عليه وسلم كبعض ركعات قبل وبعد آداء الفريضة وكصلاة العيدين وصلاة الاستخارة والاستسقاء وغيرها ، إننا نلجأ إلي الله ونصلي في كل أوقاتنا وأحوالنا ففي السراء نصلي لنشكر وفي الضراء نصلي لطلب العون وهذا ما يميز الإسلام عن غيره ، لذلك كانت الصلاة عمادُ الدين ، وتركها أمرٌ بالغ الخطورة فقد قال صلي الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)) أخرجه الإمام أحمد
ليتنا نستطيع إدراك رحمة الله تعالى بنا في كل أوامره ، وليتنا نستطيع إدراك نِعمه التي لا تُحصى علينا.
و من التطبيقات المميزة التي تستطيع تثبيتها على أجهزتك الذكية لأداء الصلاة على أتم وجه، التطبيقات الإسلامية من تطوير شركة Quanticapps مثل تطبيق تعليم الصلاة الذي يعتبر دليل إرشادي متميز و مصمم لكل الأعمار ، و هو متوفر لأجهزة الآيفون و الآيباد (التحميل من هنا) و أيضاً متوفر على متجر جوجل بلاي لأجهزة الأندرويد (التحميل من هنا).
و لدينا أيضاً تطبيق الآذان الرائع Athan Pro الذي يساعدك على أداء الصلاة في أوقاتها بدون تأخير، و هو كذلك متوفر لأجهزة الآيفون و الآيباد (التحميل من هنا) و أيضاً متوفر على متجر جوجل بلاي لأجهزة الأندرويد (التحميل من هنا). كما يمكن أيضاً معرفة أوقات الصلاة عبر الموقع الرسمي مباشرة: AthanPro.com