شهر رمضان هو تاسع الشهور الهجرية ومن أكثر الأوقات قدسية لدينا نحن المسلمون ، إنه منحةٌ من الله سبحانه وتعالي، وفرصة ذهبية لكل ساعٍ للخير والأفضلية ، سواء كنت تتمني التخلص من ذنب يؤرقك أو عادة سيئة تكدر صفو حياتك أو كنت تائهاً في معترك الحياة تبحث عن نفسك وعن بعض الهدوء والسكينة لروحك أو كنت تعتزم فعل الخير أو اكتساب فضيلة ما فرمضان 2019 / 1440 هو فرصتك.
رمضان 2018 / 1439 : فرصة لا تعوض!
شهر رمضان هو تاسع الشهور الهجرية ومن أكثر الأوقات قدسية لدينا نحن المسلمون ، إنه منحةٌ من الله سبحانه وتعالي، وفرصة ذهبية لكل ساعٍ للخير والأفضلية ، سواء كنت تتمني التخلص من ذنب يؤرقك أو عادة سيئة تكدر صفو حياتك أو كنت تائهاً في معترك الحياة تبحث عن نفسك وعن بعض الهدوء والسكينة لروحك أو كنت تعتزم فعل الخير أو اكتساب فضيلة ما فرمضان 2018 / 1439 هو فرصتك.
العشر الأواخر من رمضان
انقضت ليالي الرحمة والمغفرة ومر ثلثي رمضان يستعد لتركنا والرحيل ، لا بأس لم تضيع الفرصة بعد فما بقى من أيام قليلة من هذا الشهر العظيم لها من الفضل والامتياز ما يجعلها غنيمة عظيمة ، فإن كان الله اصطفي من الشهور رمضان فإن العشر الأواخر صفوة من الصفوة وكأن الله عز وجل يُصر أن يعطينا فرصة أخرى للمغفرة وتكفير الذنوب إلي آخر يوم في هذا الشهر الكريم .
ولأن العشر الأواخر ليست كأي أيام رمضان فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يهتمون بهم اهتماماً بالغاً فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان (إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله) متفق عليه. وفي رواية مسلم: (كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) . ولنا في رسول الله خير قدوة ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يُكثر من القيام في تلك الأيام وينعزل عن متاع الدنيا وضجتها ويعتكف في المسجد ليتفرغ للعبادة ، ليتفرغ لها كلياً فلا يلهيه عنها حتي أخبار الدنيا فقد ورد (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ من رمضانَ. قال نافعٌ: وقد أراني عبدُاللهِ رضيَ اللهُ عنهُ المكانَ الذي كان يعتكفُ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من المسجدِ). رواه مسلم
وكيف لا يهتم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالاعتكاف والانعزال في هذه العشر وترك ضجة الدنيا والتفرغ للعبادة وفيهما ليلة أفضل في ثواب عبادتها من عبادة ألف شهر ألا وهي ليلة القدر ، نعم ففيها يمكن أن يتغير حالك من أقصي اليسار لأقصي اليمين إن أخلصت النية وأدركتها وأصابت دعواتك وتوبتك فيها فقد قال صلى الله عليه وسلم : (مَن صامَ رمضانَ، وفي لفظٍ، مَن قامَ شَهْرَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذَنبِهِ). هل لك أن تتخيل أنك بين ليلة وضحاها تُغفر كل ذنوبك وتبدأ في الحياة مرة أخرى كيوم ولدتك أمك ! ، هل تبدو لك هذه فرصة قابلة للتعويض ؟ ، لقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم (: إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْر، من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ، ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ). رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه.
حسناً ، إن كانت ليلة القدر إذاً لها كل هذه الأهمية فمتي تكون ليلة القدر ؟ وهل نستطيع معرفتها وتحديدها بشكل دقيق ؟ ، أرشدنا رسولنا الكريم إلي أن ليلة القدر هي في العشر الأواخر من رمضان في أحد الليالي الوترية تحديداً ، وهي ليلة مليئة بالسكينة والهدوء لا رياح فيها ولا عواصف وهي ليلة شديدة الإضاءة واليوم اللاحق لها تطلع فيه الشمس بدون شعاع ويشعر فيها المؤمن بالطمأنينة والسكينة . قال تعالى : (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْر) ] القدر- 5[ .
أخفى الله سبحانه وتعالى الوقت المحدد لليلة القدر لحكمة يعلمها سبحانه ، ربما يكون السبب في ذلك هو إعلاء الهمم للعبادة والعمل الصالح طوال الشهر بل طوال العام كله وليس تلك الليلة فقط فكما قلنا سابقاً إن للعبادة بُعداً نفسياً ولها أهمية بالغة في استقامة حياة الفرد والمجتمع وليست مجرد شعائر مُجردة ، ربما إن كان موعد هذه الليلة محدداً بشكل واضح لتسبب ذلك في الفساد في الأرض اعتماداً علي أن أمر الحسنات والسيئات والخير والشر يُقاس بميزان مثلاً! .
حسناً ، كيف لنا يا تُرى أن نستغل تلك الليلة ؟ ، سألت السيدة عائشة سيدنا محمد : يا رسول الله أرأيت لو علمت أي ليلة هي ليلة القدر فماذا أقول ، قال : ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني ). ومنه فإن الإكثار من الدعاء والذكر في العشر الأواخر من رمضان هو أول طريقة لاستغلال هذه الأيام المباركة بجانب الإكثار من الصلاة والقيام والاختلاء بالنفس مع الله عز وجل ، عسى أن تكون لظة هي اللحظة الفارقة التي لا يعود الإنسان منها كما كان من قبل .
وبانتهاء العشر الأواخر من رمضان وقبل صلاة العيد يجب علي المسلمين كافة إخراج زكاة الفطر ، وهي فرض لا يرتبط بمقدار المال الذي يمتلكه المسلم ، فكل من الفقراء والأغنياء يخرجونها عنهم وعن أبنائهم ، فيطهر بها الله النفوس ويزكيها ، وتعود للفقير أضعافاً مضاعفة ، ومقدار زكاة الفطر هي صاعٌ مما يُقتات به من قمح او شعير أو تمر أو زبيب عن كل فرد من أفراد الأسرة . وختاماً فقد فضل الله أياماً في الدهر عن أخرى ، فلنقدس ما فضله الله عسى أن يصيبنا خيره .
هناك العديد من التطبيقات المميزة التي تساعدك على أداء الشعائر و العبادات المختلفة في رمضان و أي وقت آخر بسهولة و يسر مثل تطبيق القرءان الكريم Quran Pro الشامل لكل ما يتعلق بكتاب الله من قراءة و تفسير و استماع لأشهر القراء (التحميل : iOS / Android). و لدينا كذلك تطبيق الآذان المميز Athan Pro للتذكير بأوقات الصلاة بجانب مزايا أخرى كثيرة (التحميل : iOS / Android).
العمل الصالح في رمضان
شهر رمضان هو شهر الإيمان والتقوى فقد قال سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) ]البقرة [ ، ولكن ما هو الإيمان ؟ ، يدعي البعض أن الإيمان محله القلب ولا علاقة له بشكل المسلم أو تصرفاته وأعماله فيمكنني فعل ما شئت لكنني مؤمن بالله عز وجل وهذا قطعاً غيرُ صحيح فعندما سُئل الحسن البصري عن الإيمان قال : ( الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ) فلو صدق ما في القلب حقاً واستقر فيه مٌعتقد ما سيسيطر علي كل جوارح الإنسان ويتم ترجمته إلي أفعال وسلوكيات فيفعل ما يحبه الله ورسوله وينتهي عمّا نهوا عنه ، وبالبحث عن الإيمان وعلاقته بالعمل الصالح سنجد القرآن الكريم ملئ بالآيات التي تقرن الإيمان بالعمل الصالح .
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا ). ]مريم: ٩٦[. (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ). ]الحج: ٥٠[ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ]العنكبوت: ٧[ ، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ]الروم: ١٥[ ، وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ ]غافر: ٥٨[ ، أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ]ص: ٢٨[ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ]البينة: ٧[ . تلك الآيات وغيرها الكثير والكثير من كلام الله عز وجل تُثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان الإيمان والعمل الصالح متلازمان لا يصح فصلهما لذا إن كان شهر رمضان هو أكثر اوقات العام رفعاً للإيمانيات فهو كذلك خير أوقات العام لتكثيف العمل الصالح ففيه يكون الثواب مُضاعفاً أضعافاً كثيرة وفيه أبواب الخير لا تعد ولا تحصى وفُرص العمل الصالح تفوق غيره .
أبواب العمل الصالح في رمضان أو في غيره لا يُمكن جمعها في مقال أو غيره ، فديننا الحنيف جعل لنا من كل عمل نقوم به في حياتنا اليومية مع إقران ذلك العمل بالنية الصالة وجه الله هو عمل صاح نؤجر عليه ، ففي هذا المقال لأ أحصي أوجه العمل الصالح في رمضان بل فقط أذكر بعض الأمثلة .
أولاً وقبل كل شئ فالتخطيط والتنظيم سيحدث فارقاُ كبيراً في استغلال هذا الشهر الكريم وإنجاز ابر قدر من الأعمال الصاحة فيه ، لذلك وجب علينا وضع خطة رمضانية تتضمن حد أدنى من الأمور التي نريد تحقيقها في رمضان ، وفي ذلك التخطيط فائدتان أولهما استغلال الوقت بشكل مُثمر ومضاعفة افنجاز وثانيهما هو استحضار النية لفعل تلك الأشياء فإذا حال بينك وبين تنفيذها أمرٌ ما فقد جُزيت بالنية .
يجب أن تشتمل خُطتنا الرمضانية علي الصفات التي نريد التحلي بها في ذلك الشهر الكريم ومن بعده وعلي الصفات التي نريد التخلي عنها . يأتي بعد ذلك أيضاً خُطة لختم القرآن الكريم وتدبره وتقسيم ذلك علي أوقات اليوم المختلفة ، ولا ننسي العبادة التي يغفل معظمنا عنها وهي الدعاء ، ولمزيد من الترتيب يمكننا استحضار مجموعة من الدعوات والرغبات التي نطمع في تحقيقها وكتابتها في مذكرات حتي لا ننساها وتقسيم تلك الدعوات علي الصلوات و أيضاً تحري أوقات استجابة الدعاء مهم جداً فالاختلاء بالنفس قبل وقت الإفطار وتخصيص ذلك للدعاء هو أمرٌ مُستحبٌ جداً ، ولا ننسى إخواننا المسلمين من دعائنا .
أما بالنسبة للصلاة فالحفاظ علي آداء الصلوات المفروضة علي وقتها في المسجد بالنسبة للرجال وفي البيت بالنسبة للنساء علي قمة الأولويات ثم بعد ذلك نزيد ما شئنا من السنن والنوافل والحفاظ علي صلاة التراويح والتهجد وقيام الليل فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ” رواه البخاري ومسلم .
والحفاظ علي ورد ذكر ثابت يومياً من أكثر العمال التي تريح القلب وتعلقه بالله عز وجل وتجلب الاطمئنان فقد قال تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ]28-الرعد[ فلنجعل رمضان فرصتنا لاكتساب عادة المداومة علي ذكر الله والحفاظ علي أذكار الصباح والمساء وكثرة الاستغفار .
إخراج الصدقات أمرٌ واجب علينا في كل الأوقات في رمضان تكون ضرورته أكبر فمن أعظم الأعمال في شهر رمضان هو تحري احوال المحتاجين والفقراء وقضاء حوائجهم وإفطار الصائمين أيضاً له من الأجر ما لا يسعنا تخيله فجزاء الصوم يعلمه الله وحده ، ما بال أن تحوز كل أجور من أفطرت من الصائمين .
عُمرة رمضان أيضاً من الأمور المحمودة في حالة الاستطاعة وأجرها مُضاعف كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجرها كأجر حجة . وأخيراً لا ننسي ان شهر رمضان هو شهر الطاعات والعتق من النيران ووقته أثمن بكثير من إضاعته علي برامج سيئة وتافهة لا نستفيد منها أي شئ بل لا نحصد منها إلا الذنوب .
هناك العديد من التطبيقات المميزة التي تساعدك على أداء الشعائر و العبادات المختلفة في رمضان و أي وقت آخر بسهولة و يسر مثل تطبيق القرءان الكريم Quran Pro الشامل لكل ما يتعلق بكتاب الله من قراءة و تفسير و استماع لأشهر القراء (التحميل : iOS / Android). و لدينا كذلك تطبيق الآذان المميز Athan Pro للتذكير بأوقات الصلاة بجانب مزايا أخرى كثيرة (التحميل : iOS / Android).
الصلاة في رمضان
يصلي المسلم كل يوم خمس من الصلوات المفروضة وهي صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ولكن ما هي الصلاة من الأساس ؟ هل هي تلك الحركات التي نؤديها بشكل متواصل او بشكل لا واعي ؟ هل هي مُجرد حركات رياضية وبعض الكلمات؟ ، أثبتت الدراسات أن دماغنا مُبرمج بشكل ما علي آداء تلك الحركات بشكل روتيني بل وليس أدمغتنا نحن فحسب بل أيضاً إن كل المخلوقات تمتلك في أدمغتها ذلك النظام الذي يدفعها لتكرار حركات معينة بشكل مُنتظم. ويبقي السؤال مطروحاً هل الصلاة هي مجرد تلك الحركات الرياضية مع قليل من الكلمات المحفوظة ؟ وماذا يجعل منها فريضة دينية من الأساس ؟. حسناً إن الدماغ البشري هو الوحيد القادر علي جعل الصلاة شيئاً آخر غير تلك الحركات ، هو القادر علي إلباسها زياً آخر ويطبع عليها طابعاً آخر من الاتصال الروحي بالله عز وجل وهذا بالضبط هو الغرض من فرضية الصلاة .
الصلاة هي عملية الانسلاخ التام من الواقع المُحيط والانتقال لعالم آخر من الانعزال عن كل شئ سوى الله عز وجل وهذا ما يُسمى بالخشوع وعملية الخشوع تلك هي التي تجعل من الصلاة أمراً مريحاً لنفس المؤمن وطاقة يتزود بها ليواجه مصاعب الحياة فكأن المسلم يستمد من قوة الله عز وجل في تلك الدقائق القليلة ما يُشعره بالقوة لقرب الله تعالى ومعيته سبحانه . يمكننا الآن أن نتفهم أن الصلاة ليست فرضاً لغرض تقديم فروض الولاء والعبودية لله فقط بل هي أيضاً لازمة لاستقامة حياة الإنسان وجعله قادراً علي إكمال حياته . فضلاً عن الفائدة الدنوية التي نحصل عليها من الصلاة فإن لها أجراً عظيماً وثواباً جماً يضمن لنا بإذن الله الفوز في الآخرة . عندما فُرضت الصلاة أول الأمر كانت خمسين صلاة ثم خففت لتصير خمس صلواتٍ فقط لكنها ظلت في الأجر خمسين هذا في الأيام المعتادة فما عساه يكون أجرها في رمضان ذك الشهر الكريم الذي تزيد بركته من كل شئ أضعافاً ويُجازي الله سبحانه وتعالى المؤمنين علي طاعاتهم بما لا يسعنا تخيله .
يعتبر رمضان هو فرصتنا التي ننتظرها طوال العام لتكون بداية الانطلاقة لتحصيل الصفات الجيدة والتخلص من السئ منها والتوبة عن ذنوب أثقلت عواتقنا فلا نكف طوال الشهر عن التضرع والدعاء لله عز وجل أن يحقق ما نتمنى وأن يغفر من الذنوب ما نعلمه وما لا يعلمه إلا هو فإذا ذكرنا الدعاء لعلنا نتذكر أن أقرب ما يكون العبد من ربه هو في لحظات السجود فيدفعنا ذلك إلي الإكثار من الصلاة تطوعاً غير تلك الصلوات المفروضة .
وبذكر الصلاة في رمضان فلا يسع أحد أن ينسى صلاة القيام وفضلها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ووقت صلاة القيام يكون من بعد صلاة العشاء إلي ما قبل صلاة الفجر وهي سنةٌ عن النبى صلي الله عليه وسلم حيث كان يُصلي دائماً إحدى عشر ركعة في صلاة القيام فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ” ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعاً فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاُ فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً ” أخرجه الشيخان وغيرهما. وفي صلاة القيام يُفضل فيها الجماعة عن الصلاة الفردية وذلك لكل من النساء والرجال علي حد سواء ويُقرأ فيها ما تيسر من القرآن الكريم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي الأئمة دائمأ ألا يبالغوا في إطالة الصلاة حتي لا تكون مشقة علي المريض والنساء .
وفي رمضان أيضاً ليلة القدر خيرُ ليالي الدهر كله وهي فرصة لا تُعوض ففيها الدعاء المستجاب بإذن الله وفيها المغفرة والقبول فيستحسن للمسلم الفطن ألا يضيع تلك الليلة وأن يُكثر فيها من الصلاة والدعاء لعله يكون من المقبولين والمغفور لهم بإن الله .
ولكن ماذا عن تارك الصلاة ؟ ما حُكمه وهل يُبطل تركه للصلاة صيامه ؟ . أما من ترك الصلاة جحوداً بها وبفرضيتها فقد أجمع العلماء علي كفره وخروجه من الملة فلن ينفعه من العبادات الأخرى شئ وأما من تركها تكاسلاً فقد اختلف العلماء في ذلك الأمر وكان رأي معظمهم أن ذلك ذنباً عظيماً فهي عماد الدين والركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين وفي هذه الحالة لا يُشترط بُطلان صيام تارك الصلاة كسلاً ، فكل منهما فريضة مستقلة يؤجر من فعلها ويأثم من تركها والله أعلم .
لكن لماذا نضطر للحديث في هذه النقطة من الأساس ، لماذا يتعامل البعض مع الصلاة بهذا الثِقل ؟ أعتقد أن الإجابة في بداية المقال . فمن عزم النية علي إضفاء الروح إلي صلاته ومن اعتبرها طريقة توصله بالله عز وجل كانت لروحه غذاءاً ولأعبائه خلاصاً ولوجدها الملجأ والملاذ أما من جهل ماهية الصلاة فكانت بالنسبة له تلك الحركات الرياضية فستكون صلاته ثقيلة ويكون التكاسل عنها وتركها سهلاً . قال تعالى : ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ (سورة البقرة: الآية 45). فاحرص علي جهاد نفسك وتغيير مفهومك عن الصلاة واجعل منها ملاذك الآمن وما من فرصة لفعل ذلك أفضل من رمضان فلا تضيع فرصتك.
هناك العديد من التطبيقات المميزة التي تساعدك على أداء الشعائر و العبادات المختلفة في رمضان و أي وقت آخر بسهولة و يسر مثل تطبيق القرءان الكريم Quran Pro الشامل لكل ما يتعلق بكتاب الله من قراءة و تفسير و استماع لأشهر القراء (التحميل : iOS / Android). و لدينا كذلك تطبيق الآذان المميز Athan Pro للتذكير بأوقات الصلاة بجانب مزايا أخرى كثيرة (التحميل : iOS / Android).
فوائد الصيام
الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة أي أنه له من الأهمية وسط شعائر الدين الإسلامي مكانة مميزة فهو ليس فرضاً عادياً وإنما من الأركان الأساسية التي يرتكز عليها الدين الإسلامي ، لذلك جعله الله سبحانه وتعالى فرضاً لازماً علي كل مسلم بالغ عاقل قادر علي الصيام . ربما بالنظر سطحياً لهذا الفرض يبدو أن غرضه هو مجرد فرض المشقة والتعذيب علي الإنسان لكن علي النقيض تماماً فالله سبحانه وتعالى فرض علينا هذه الفريضة لينالنا منها النفع والخير والبركة . فقد أثبتت جميع الدراسات فوائد الصيام الجمة علي الإنسان علي كل المستويات نفسياً وجسدياً وروحياً بل واجتماعياً أيضاً حتي صار غير المسلمين يصومون كما نفعل بغية تحصيل هذه الفوائد .
الجزاء العظيم للصيام
ربما سمعت يوماً أنه من زرع حصد وأن الجزاء من جنس العمل ، فإن كان الاجتهاد من شيمك فسيكون النجاح حليفك ، وإن كانت مساعدة الناس هي سلوكك فسيسخر الله لك من يساعدك يوماً ما ومن المؤكد أنك تعلم أنه لا شئ بلا مقابل ، فإن طلبت من أحدهم إنجاز مهمة ما لك فستدفع له بالتأكيد مقابل هذه الخدمة ، وإن أتمها لك علي النحو الذي تحب فأعجبك صنيعه ربما زدت له فوق أجره شيئاً ، ولله المثل الأعلى ليس كمثله شئ ، عندما ننصاع لأوامره وننتهي عن نواهيه يجازينا أيضاً في الدنيا والآخرة .
ولكن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ فهو الحليم الكريم لا يجازينا فقط بقدر أعمالنا ولكن يزيد لنا الحسنات أضعافاً ، فالحنسة بعشر أمثالها وربما أكثر من ذلك بكثير ، ربما يرجع ذلك إلي أن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلي الفعل المجرد وإنما يجازينا أيضاً علي نقاء النية وجهاد النفس والإخلاص والصبر ، يجازينا علي إيماننا وحبنا له سبحانه ، ذلك الحب الذي يدفعنا إلي ترك ما تميل أنفسنا إليه طمعاً في أن ننال رضاه .
إن كان الله يجزينا هذا الجزاء عن العبادات عامة فإن للصيام وضع خاص ، فقد خصه الله عز وجل بأجر مُختلف غير مُحدد . لم يُحدد الله عز وجل أجر الصيام لأن عقولنا المحدودة لن تستطيع تخيل مقدار هذا الجزاء وعظمته ، وكأن الله يقول للمؤمن فلتتخيل قدرما تُريد من النعيم جزاءً لصومك فإنني سأعطيك ما يفوق خيالك . عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ).
أوليست كل العبادات هي أوامر الله تعالى ؟ ما المُختلف في الصيام الذي يجعل ثوابه غير مشروط وبدون حدود ؟ … هذا لما يختلف فيه الصوم عن باقي العبادات ، فالصوم خصيصاً تجتمع فيه من الخصائص ما لا يوجد في غيره ففيه يترك المسلم ما أُحل له في غيره من الأوقات امتثالاً لأمر الله عز وجل وفي ذلك مشقة يعلمها الله تعالى خصيصاً في الأيام الطويلة والطقس الحار ، فتحمُل المسلم لهذه المشقة ابتغاء وجه الله وحده دليلَ علي قوة الإيمان بقلبه ، بالإضافة إلي أنها العبادة الوحيدة التي تخلو من الرياء فلا أحد يراك إلا الله إن صمت فأحسنت الصيام أو إن ادعيت ذلك ، كما أن الصيام من أفضل العبادات التي يتمثل فيها الصبر في أبهي صوره ، وقد وعد الله الصابرين أجراً غير محدود فقد قال تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب) [الزمر:10] ، ففي رمضان يصبر المؤمن علي الجوع والعطش وآلامهما ، ويصبر علي ضعف جسده وخموده المؤقت نتيجه نقص الغذاء ، ويصبر علي ترك شهوته ويصبر علي ترك المعاصي مما قد تعود عليه في غير رمضان كل ذلك فقط ليرضى الله عنه فيجازيه الله عز وجل بما لم يكن يتخيله .
هذا هو شرف الصوم في أي وقت بدون تحديد ولكن للصوم في شهر رمضان فضلاً مضاعفاً وبركة أخرى يضفيها عليه هذا الشهرالمبارك ، فجميع الأعمال فيه مُضاعفة الثواب .
ومما قد وردنا في فضل الصيام وعظمته أن الله سبحانه وتعالى قد جعل في الجنة باباً مًخصصاً للصائمين لا يدخل منه الجنة سواهم وذلك تشريفاً وتعظيماً لهم عمن دونهم ممن يدخلون الجنة . عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة باباً يقال له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد). متفق عليه.
كما أن الله سبحانه وتعالى جعله مُكفراً للذنوب وسبباً في الشفاعة يوم القيامة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان).
ومن دلائل حب الله للصائمين أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من رائحة المسك .
ها أنت قد علمت كم يحبك الله ، وعلمت أيضاً بعض ما ينتظرك من الثواب العظيم ، أوليس هذا كله يجعلك تتحرق شوقاً لتصوم أيام رمضان وتتطوع صياماً أيضاً في غيره ؟ اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين واجعلنا من عبادك المتقين الصابرين.
هناك العديد من التطبيقات المميزة التي تساعدك على أداء الشعائر و العبادات المختلفة في رمضان و أي وقت آخر بسهولة و يسر مثل تطبيق القرءان الكريم Quran Pro الشامل لكل ما يتعلق بكتاب الله من قراءة و تفسير و استماع لأشهر القراء (التحميل : iOS / Android). و لدينا كذلك تطبيق الآذان المميز Athan Pro للتذكير بأوقات الصلاة بجانب مزايا أخرى كثيرة (التحميل : iOS / Android).
كيف تستعد لشهر رمضان ؟
ها نحن نترقب في هذه الأيام العظيمة بمشاعر الفرحة والاشتياق قدوم شهر رمضان الكريم من أثمن الأوقات في حياتنا كمسلمين فهذا الشهر الكريم هو ما يجمع الأمة الإسلامية قطباء من أقصى الأرض لأدناها علي أمور مشتركة بأرواحٍ تفيض بالسكينة والإيمان وقلوبٍ تجتمع علي مشاعر الرحمة والحب والإخاء مخلفةَ وراءها أمراضاً لطالما أدمتها، وعقولٍ غير معلقة سوى بالله عز وجل متحررة بذلك التعلق من ضغوط وأعباء الحياة الدنيا لا عجب في ذلك فشهر رمضان ليس كغيره من الشهور فله من المميزات عن غيره ما يجعلنا نشتاق إليه طوال العام فضلاً عن الحالة الروحانية الجمعية التي تسيطر علينا في ذلك الشهر فهو يعتبر أيضاً ساحة منافسة يتسابق فيها المسلمون لينالوا أكبر قدرٍ من الخيرات فثواب العبادات في هذا الشهر أضعافاً مضاعفة وفرصة القبول فيه تفوق غيره وأبواب التوبة فيه علي مصاريعها مفتوحة وهذه هي ساحة المنافسة الحقيقية يقول الله تعالى : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) المطففين 26.
السنة النبوية: دليلك إلى الحياة الطيبة!
“وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ”. (البقرة-30). لم يخلقنا الله سبحانه وتعالى لغرض العبادة المجردة فالله سبحانه وتعالى غني عن عبادتنا وقد خلق الملائكة التي تسبح بحمده وتعبده في كل وقت وحين بلا توقف ، كل ما تفعله الملائكة هو الطاعة ولا يعرفون للمعصية سبيلاً ، هكذا خلقهم الله . لكنَّ بني آدم ليسوا بملائكة فهم يصيبون ويخطئون وهم بذلك أرقى وأعظم منزلة من الملائكة حين يصيبون، فهم يصلون للصواب بعد صراعٍ مع الخطأ الموجود بداخلهم- بطبيعة خلقهم – ومن حولهم أيضاً، لذلك بشّر الله سبحانه وتعالى بني آدم بالثواب العظيم والجزاء الكريم للإيمان به وطاعة أوامره وفي نفس الوقت توعَّد بعذابٍ أليم جزاءً للكفر به ومخالفة أوامره.
أركان الإسلام الخمسة
الإسلام هو كل ما تحتاج إليه البشرية في دنياها وآخرتها ، جاء تماماً لكل نقص وتلبية لكل احتياج وإجابة لكل سؤال ،لا عجب في ذلك فهو مسكُ الختام وآخر رسالات الله لعباده ، بلغنا ذلك الرسول (ﷺ) في خطبة الوداع وهو يتلو آيات الله سبحانه : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )(المائدة-3).
أوقات الصلاة: لماذا يجب علينا أداء الصلاة في أوقاتها؟
يقول الله سبحانه وتعالى : (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ) (١٠٣النساء ) ، فالصلاة بعيداً عن أنها عماد الدين والركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين وبعيداً عن ثوابها العظيم وفوائدها الصحية والنفسية في ذاتها فإن في إقامتها في أوقاتها المفروضة بدون تأخير الخيرَ الكثير ، بادئ ذي بدأ فإقامة الصلاة علي أوانها خيرُ وسيلة لتنظيم الوقت والاستفادة منه علي أكمل وجه كما أن ذلك أيضاً يساهم بشكل مباشرٍ في التخلص من داء التسويف والتأجيل والكسل وهم كما نعلم أعمدةُ الفشل.