ها نحن نترقب في هذه الأيام العظيمة بمشاعر الفرحة والاشتياق قدوم شهر رمضان الكريم من أثمن الأوقات في حياتنا كمسلمين فهذا الشهر الكريم هو ما يجمع الأمة الإسلامية قطباء من أقصى الأرض لأدناها علي أمور مشتركة بأرواحٍ تفيض بالسكينة والإيمان وقلوبٍ تجتمع علي مشاعر الرحمة والحب والإخاء مخلفةَ وراءها أمراضاً لطالما أدمتها، وعقولٍ غير معلقة سوى بالله عز وجل متحررة بذلك التعلق من ضغوط وأعباء الحياة الدنيا لا عجب في ذلك فشهر رمضان ليس كغيره من الشهور فله من المميزات عن غيره ما يجعلنا نشتاق إليه طوال العام فضلاً عن الحالة الروحانية الجمعية التي تسيطر علينا في ذلك الشهر فهو يعتبر أيضاً ساحة منافسة يتسابق فيها المسلمون لينالوا أكبر قدرٍ من الخيرات فثواب العبادات في هذا الشهر أضعافاً مضاعفة وفرصة القبول فيه تفوق غيره وأبواب التوبة فيه علي مصاريعها مفتوحة وهذه هي ساحة المنافسة الحقيقية يقول الله تعالى : ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) المطففين 26.
لعلك تتسائل لماذا نتحدث عن رمضان من الآن قبل قدومه من الأساس ؟ كأي فرصة ثمينة صعبة التعويض وجب الاستعداد لأثمن فرصنا قبل قدومه، فإن أردت الانطلاق بسرعة صاروخية عليك البدأ بالتمرين علي سرعات أقل وإن أردت أن تبلغ طاعتك أقصاها ويصل إيمانك لذروته وتستطيع استغلال رمضان والاستفادة منه أقصى استفادة وجب عليك صقل هذا الآداء من الآن فوقت رمضان أثمن من أن نضيعه في المحاولة والإخفاق والتدريب بل الآن هو وقت التدريب الأمثل حتي ننطلق في رمضان بالسرعة القصوى .
ألم تسأل نفسك يوماً لماذا نحافظ علي الطاعات ونمتنع عن المعاصي ونترك سئ الصفات ونتمسك بالجيد منها في شهر رمضان وما نلبث أن نترك كل هذا بعد ذلك بعد انتهاء الشهر ربما بأيام او أسابيع ؟ إنما يحدث هذا للارتباط الشرطي في أذهاننا بين العبادة وشهر رمضان وليس بين العبادة والله عز وجل فرب رمضان هو رب غيره من الشهور لذلك فإن للاستعداد لشهر رمضان بالوسائل المختلفة قبل قدومه تأثير واضح علي التدريب علي هذا المفهوم (مفهوم العبادة من أجل الله عز وجل في كل وقت وحين وليس في رمضان فقط ) وإن كان لأيام رمضان من الخصائص ما تجعل الطاعة فيه أسهل وأحب من غيره لكن في النهاية ينبغي أن نوظف محاولاتنا في رمضان وغير رمضان علي ترسيخ فكرة العبادة لله باختلاف الأوقات والظروف .
فيما يلي نعرض بعض الأساليب التي ستساعدنا للاستعداد لهذا الشهر الكريم:
أولاً : القراءة والمعرفة فإن أهم ما يجعلنا نحسن استغلال هذا الشهر هو معرفة قيمته والطريقة المثلى لاستغلاله والاستفادة منه علي أكمل وجه فالقراءة عن رمضان وفضله ستأخذنا لحالة من الاشتياق والتلهف لقدومه وتشحننا بالطاقة التي تدفع للعمل والإنجاز والقراءة عن رمضان لن تكون بشكل بحت عن الحال الزماني لهذا الشهر وما به من شعائر بل ستأخذنا أيضاً خارج حدود الزمان والمكان لنتعرف علي سنة الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته الكرام في رمضان وما قبله وستأخذنا أيضاً لزيادة العلم والمعرفة بالله عز وجل فكلما زادت معرفتنا به سبحانه تبدلت شكل العلاقة التي تربطنا به من نطاقٍ ضيقٍ لأفقٍ أوسع .
ثانياً : النية والتوبة ، فالاختلاء بالنفس لعقد النية علي اكتساب صفات حميدة معينة والتخلص من صفات أخرى مذمومة أو ترك ذنب ما مهم جداً في هذه المرحلة فهو يجعل التركيز منصباً علي أمور محددة بعينها فيجعل إنجازها أسهل وإن صدقت النية وجبت التوبة عن ما فات من الذنوب والندم عليها لاستقبال ما هو آت بقلب نقي وعزم فتي.
ثالثاً: الاستعانة بالله عز وجل والدعاء المستمر بأن يبلغنا الله رمضان ويرزقنا فيه الفلاح والمغفرة .
رابعاً : الصيام فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحرص دائماً علي الصيام في شهر شعبان فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهرٍ من الشهور ما تصوم من شعبان . قال : (ذلك شهرٌ تغفل عنه الناس بين رجب ورمضان ، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلي الله وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) رواه النسائي.
خامساً : الإكثار من قراءة القرآن الكريم فكلام الله عز وجل يلين القلوب ويجعلنا دائماً في حضرته سبحانه وتعالى، فقلوبنا تعاني من كثرة الذنوب وكثرة الهموم علي مدار عام كامل لذا لابد من تخليصها مما تعانيه فعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء) قيل يا رسول الله وما جلاؤها ؟ قال : (كثرة ذكر الموت وقراءة القرآن ). روى البيهقي .
سادساً : صلة الرحم وتقوية العلاقات ، فلابد في ذلك الوقت أن نطمئن علي الأقارب ونتفقد احتياجاتهم بالأخص إن لم تكن العلاقة علي ما يُرام قبل ذلك فصلة الأرحام من أقرب الأعمال إلي الله عز وجل هذا علي نطاق أخوة الدم أما عن أخوة الدين فلا يصح ان يًقبل رمضان علينا وبيننا وبين أحد من المسلمين مشاحنات أو عداء ،سابعاً: تفقد احوال الفقراء والمساكين وتلبية احتياجاتهم المادية والمعنوية قبل هذا الشهر فلا خير في أمتنا إن لم نلبي احتياجات إخواننا ونقيهم شر السؤال .
وأخيراً بعد تزيين قلوبنا باستعدادنا لهذا الشهر الكريم لا بأس أيضاً بتزيين بيوتنا وشوارعنا لإدخال الفرحة والبهجة علي قلوب الصغار والكبار فديننا دين رحمة وحب وبهجة.
و في عصرنا الحالي التي باتت فيه هواتفنا الذكية ملاصقة لنا أينما حللنا و ارتحلنا ، هناك العديد من التطبيقات المميزة التي تساعدك على أداء الشعائر و العبادات المختلفة في رمضان و أي وقت آخر بسهولة و يسر مثل تطبيق القرءان الكريم Quran Pro الشامل لكل ما يتعلق بكتاب الله من قراءة و تفسير و استماع لأشهر القراء (التحميل : iOS / Android). و لدينا كذلك تطبيق الآذان المميز Athan Pro للتذكير بأوقات الصلاة بجانب مزايا أخرى كثيرة (التحميل : iOS / Android).