الإسلام هو كل ما تحتاج إليه البشرية في دنياها وآخرتها ، جاء تماماً لكل نقص وتلبية لكل احتياج وإجابة لكل سؤال ،لا عجب في ذلك فهو مسكُ الختام وآخر رسالات الله لعباده ، بلغنا ذلك الرسول (ﷺ) في خطبة الوداع وهو يتلو آيات الله سبحانه : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )(المائدة-3).
و الإسلام الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لنا ديناً ولا دين مقبول سواه ما ترك صغيرة ولا كبيرة في مجالٍ من المجالات إلا وحددها ووضع لنا فيها نهجاً وسراجاً منيراً نسير عليه ‘ فالدين الإسلامي بحرٌ بعيد الشطآن وقلعة عظيمة البُنيان ‘ ولكل بناء عظيمٍ أركانٌ وعمدان ، وأركان الإسلام الذي يقوم عليها خمسٌ عرفناها عن الرسول (ﷺ) ، فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان ) رواه البخاري ومسلم.
أول ركن من أركان الإسلام هو الشهادتين : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، قد يبدو للوهلة الأولى أن هذه بضع حروفٍ تُردد ليس لها أهمية أو ربما أهميتها فقط في حالة انتقل الإنسان من ديانة أخرى للإسلام فعليه نطق هذه العبارة كنوع من الطقوس اللازمة للدخول في الإسلام ، لكن في حقيقة الأمر فإن الشهادتين ليست مجرد عبارة تردد يُقصد بها المعني السطحي لها لكن فيها تكمن حقاً نواة هذا الدين ، فعندما يستشعر المؤمن معاني هذه الكلمات ويُقر بها في أعماقه فهو يُقر أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق والمالك ونحن عبيدٌ له وفي ذلك إقرارٌ ورضى بكل ما يلي ذلك من أوامر ونواهٍ ، وفيها إقرارٌ أيضاً بإخلاص العبودية لله وحده فقط دون شركاء، وبناء علي ذلك يكون التحرر من أي سطوة أو سلطة أخرى داخلية أو خارجية ، فلا يوجد بعد ذلك إنسان آخر كائناً ما كان يستطيع أن يستعبد المؤمن تحت أي مسمى، ولا تستطيع شهواته الداخلية أيضاً استعباده ما دام يستشعر العبودية لله وحده ، وفي الركن الثاني إقرارٌ بأن سيدنا محمد (ﷺ) هو مُبلغ رسالة الله عز وجل فكلامهُ إنما هو كلامُ الله ، وأوامرهُ هي أوامر الله عز وجل أوحاها إليه ، فهو بالنهاية عبداً لله سبحانه وتعالى ، لذلك كان النطق بالشهادتين وترديدهما كل يوم مع كل أذان تذكيرٌ للمسلم بمنهاج حياته الذي ينبغي أن يكون من اتباعٍ لأوامر الله عز وجل ولسنة نبيه محمد (ﷺ).
أما الركن الثاني وهو الصلاة : هي خمس صلوات مفروضة في اليوم ( الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ) يؤديها الرجال في المسجد فيلتقون ويتقاربون وتقوى رابطة الأخوة بينهم ، ويتصل من خلالها المؤمن بخالقه يناجيه يشكره فيها علي نعمه ، ويطلب المغفرة من ذنوبه، ويستمد منه العون لمجابهة مصاعب الحياة . و أداء الصلاة بالشكل الصحيح يُبعد المسلم عن ارتكاب الكثير من الأخطاء والذنوب ، فقد قال تعالى : ( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر )(العنكبوت /45). {تطبيقات مفيدة مرتبطة: آذان برو Athan Pro متوفر على iOS و Android.} {كما يمكن أيضاً معرفة أوقات الصلاة عبر الموقع الرسمي مباشرة: AthanPro.com}
والركن الثالث وهو الزكاة : هو إخراج جزء معلوم من مال المسلم لفئة أخرى من المسلمين حددها الله سبحانه وتعالى في قوله : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين و في سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم )] التوبة /60 [، وهذا الركنُ يضمنُ تماسك المجتمع الإسلامي وتلاحمه وتحقيق مبدأ الأخوة الذي أراده الله سبحانه وتعالى ، وهي تنقية وتطهير للأموال مما قد يشوبها من شبهات قد لا ينتبه لها المسلم ، وتطهير لقلوب المسلمين من أمراضٍ كالبخل والأنانية والحسد.
الركن الرابع هو صيام رمضان : والصيام في الإسلام هو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع منذ أذان الفجر حتي غروب الشمس ، ويكون ذلك طوال شهر رمضان فقد قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] .(البقرة/185) ، وهذه العبادة تدريب علي قوة الإرادة والتحكم في النفس والصبر ومراقبة الله عز وجل وخصَّها الله سبحانه وتعالى بثواب عظيم لا يعلمه سواه وخصّ للصائمين باباً مميزاً لدخول الجنة لا يدخل منه غيرهم وهو باب الريان ، وقد فضل الله شهر رمضان علي غيره من الشهور ، ففيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، وفيه ليلة القدر وهي أفضل من ألف شهر، وهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن ليكون لنا نوراً وسراجاً منيراً.
الركن الخامس هو الحج : والحج هو رحلة تعبدية فرضها الله سبحانه وتعالى علي المسلم العاقل القادر مادياً وصحياً علي آدائه بالذهاب إلي الكعبة المشرفة قبلة المسلمين وآداء مناسك الحج من طواف بالكعبة الشريفة والوقوف بعرفة والسعي بين الصفا والمروة وغيرها من المناسك التي تدل علي الانصياع التام لأوامر الله عز وجل وترك الدنيا وما فيها للوقوف بين يدي الله راجيين القبول والمغفرة ، والحج إذا ما تم أداؤه علي الوجه الصحيح بالنية السليمة فإن جزاءه الجنة ولا شئ سواها.
و كما هو معروف لدينا جميعاً أن الفروض والتكاليف الإسلامية لم تُفرض لغرض العبادة بشكلٍ مجرد ، وإنما جميعها تهدف لاتصال المسلم في كل أوقاته بالله عز وجل ليستمد منه العون والقوة ، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من طين ثم نفخ فيه من روحه ، لذلك فجميعنا مكونٌ من جسدٍ مادي وروح ، ولكل منهما متطلباته واحتياجاته التي يجب ان تُلبى لخلق حالة الاتزان والعيش بسلامٍ وسعادة ، فإن اهتم الإنسان بجسده وأهمل روحه اختل هذا الميزان، وإن اهتم بروحه علي حساب جسده حدث نفس الاختلال ، لذلك جاءت العبادات المفروضة بأوقاتها المعروفة كغذاء للروح بشكل أساسي ولم تهمل منفعة الجسد أيضاً ، فحمداً لله علي نعمه.
هناك العديد من التطبيقات المميزة من تطوير شركة Quanticapps تساعدك على أداء العبادات و الشعائر الإسلامية بشكل سهل و سلس كالصلاة و الصيام و الحج و غيرها. و هي متوفرة لأجهزة الآيفون و الآيباد (التحميل من هنا) و أيضاً لنظام الأندرويد (التحميل من هنا).